|
قبل
أربعين سنة تقريباً وعلى سواحل مدينة
الخفجي الهادئة
وفي تلك الحقبة الزمنية شهدت هذه المدينة وشاهد سكانها حدث عظيم وكارثة
بحرية وبيئية كبيره ومؤثرة استمرت قرابة المائة يوم وهزت الكيان الاقتصادي
الحديث وهو انفجار ناقلة بترول يابانية وسموه أن شئتم حريق هائل وأياً كان
أسمه فقد ترك هذا الأمر ذكريات مواقف لا تنسى , فكم سطرت هذه الكارثة من
موقف محزن وكم يتمت من طفل وكم رملت من أمرآة وكم حطمت من طموحات وأحلام
كان يعيشها من راح ضحيتها , ومن جانب آخر او بعد أخر أشغلت هذه الكارثة
وسائل الإعلام البدائية في ذاك الوقت والجهات الأمنية تحقيق وتقصي وجمع
للأدلة ومتابعة للخبر وإحصائيات وتقييم وأمور يعلم أهلها كم هي شاقة .
أيضا هذه
الكارثة رسخت وأصبحت عالقة في أذهان من عاصرها وأصبحت قصه يحكيها الأب
لأبنائه عند المرور بالقرب منها , وكم بحثت .. وكم تمنيت وأنا أمر بجانبها
وأشاهد ضخامتها وشموخها رغم السنون الطوال التي مرت بها والعوامل التي غيرت
ملامحها الجميلة "حريق صدا تحطم وزمن طويل" أن أعرف قصتها.
وأخيرا بعد جهد طويل في البحث وجدت الشخص الذي يحكي لنا القصة من قلب الحدث
ومن عمق الكارثة حيث عاصرها و حضرها وعاشها ونجى منها بأعجوبة.وأليكم
قصة السفينة المنكوبة (كازومارو)
يرويها أحد الناجين الشيخ/محمد
بن صنيتان العتيبي.
فلنتعرف على راوي القصة:
هو محمد
بن صنيتان الدلبحي العتيبي من مواليد سنة 1360هـ من القدماء في مدينة
الخفجي ومتقاعد من شركة الزيت العربية عمره 70 سنة كان شابا يوم وقع
الكارثة حيث كان عمره 30 سنة
ناقلة النفط العملاقة "كازومارو"
هي ناقلة للنفط تابعة لأحد الشركات اليابانية من السفن العملاقة تبلغ
حمولتها حوالي ثلاثة وستين الف برميل
أين تقع "كازومارو"
تقع قبالة سواحل الخفجي ومقابل رأس بارد حلق .. تشاهدها بوضوح أذا
وقفت بجانب البرج المشيد حديثا في كورنيش الخفجي
سبب وقوع الحريق
في
الشهر السابع من العام 1965م كانت الباخرة "كازومارو" على وشك
الانتهاء من تعبئة حمولتها المقرره لها .. في هذه الأُثناء كان
الجو حاراً جداً وخزانات الناقلة مفتوحة وغاز البترول يتبخر منها
.. وقد أقترب منها "بوت" يحاول أن يصف بجانبها الغربي .. وكان
يتطاير الشرار من مدخنة "البوت" .. الأمر الذي أنذر بوقوع حريق أذا
وصل الشرار للغاز المتبخر..وبالفعل وقع الحريق
.
لحظات صعبة
وفي هذه اللحظة كنت مع مجموعة مشغلين بالجانب الثاني نربط
باخرة "نرويجية" .. وإذا باللهب ينبعث كالليل الأسود ..
والحرارة تصل إلى أعلى .. والرعب قد شل أفكارنا .. وماهي إلا
لحظات .. وانفجرت أحد الأنابيب وأصبح الزيت يصب بين الباخرتين
..
سوء تصرف
هذا الأمر كله والأحداث السابقة أثارت ذعر العمالة الموجودة من
اليابانيين وعمال شركة الزيت العربية حيث رموا بأنفسهم في
الماء في المنطقة الخطرة بين الباخرتين. وأذ
بالزيت يتدفق من الخراطيم المشتعلة بين الباخرتين , اشتعلت
النار في البحر و أخذوا يحاولون الفرار ولكن لم يستطيعوا. حسن
تصرف هناك
آخرون رأو النار في البحر ولم يتسرعوا بإلقاء أنفسهم فغيروا
اتجاههم إلى جنوبي وشمالي من المنصة فمن هرب إلى الشمال فقد
أعانه التيار بعد الله عز وجل وقليل من أصيب منهم وإما من أتجه
إلى الجنوب فقد نجى من أكلت النار أطرافة والبقية ماتوا , وأما
من كان فوق السفينة ولم يهبطوا بالماء فقد تم إنقاذهم إلا قليل
منهم .إنفجار
ثاني وقع
انفجار ثاني ونحن فوق الباخرة المحروقة نحاول إغاثة من أستنجد
بنا وإذ بالزيت المحترق يداهمنا ويقع علينا .. ووقعنا في النار
والزيت المنصب على سطح البحر.
نجاة بأعجوبه وقعنا
في الماء والنار على سطح البحر فكنا نقوم بالغوص تحت النار
المنصب على سطح البحر .. متجهين عكس التيار .. كاتمين
أنفاسنا..وإذا بالفرج يأتينا .. حيث غصنا مسافة وخرجنا وإذ بنا
على شفير النار وثم عندنا للسباحة متأملين في الحياة بعد أن
كدنا نفقدها .
فرق الإنقاذ حاولت
فرق الإنقاذ الإقتراب من النار ولكنها لم تستطع بسبب شدة
الحرارة وخوفاً من انفجار أخر حيث أصبحت المنطقة كلها غير أمنة
فقاموا بإنقاذ من كان في المنطقة الشمالية الآمنة وانتشال
الجثث الطافحة فوق الماء .
وقفات مع الحريق -مواقف
شجاعة لا تحصى من العاملين على منصة لإنقاذ زملائهم من الحريق
والغرق.
-عدد المتوفين من رفقائنا في شركة الزيت 14 شخص . -الباخرة
النرويجية التي كانت موجودة في الطرف الأخر ابتعدت عن النار
بأعجوبة والنار تلتهم مؤخرتها , حيث أطفئ الحريق من قبل عمال
السفينة.-الباخرة
"كازومارو" تم سحبها إلى الجهة الشمالية حيث هي وقافة الأن.-ظل الحريق
مشتعلاً في السفينة قرابة المائة يوم.
-كمية الزيت المتبقية داخل السفينة بعد إخماد الحريق خمسة ألاف
برميل من الزيت الخام.
-قبطان السفينة ومجموعة معه احترقوا في موضعهم .
-الناجين الذين اتذكرهم الان هم سالم حميد العنزي و صويلح
الشمراني ..
|
|
|
|
|
|